تحميل كتب pdf مجانا

تحميل رواية تشرفت برحيلك Pdf فيروز رشام

الجزائر العاصمة أواخر شهر ديسمبر 2015. الجو بارد وممطر، وهذا أول حوار صحفي تقبل فاطمة الزهراء بإجرائه، فهي لم تكتب من أجل الشهرة إنما من أجل قضية. معلمة مجهولة لا يعرفها سوى تلاميذها قبل أن تصدر كتابا مثيرا، تحاورها صحفية ذكية وعميقة تعمل في مجلة أدبية مرموقة، وقد اتفقتا على اللقاء في مكان دافئ وهادئ.

تعتبر هذه الرواية الأولى للكاتبة فيروز رشام،لن تأخذ الوقت الكثير في قراءتها لكن حتماً ستأخذ حيزاً كبيراً من الاهتمام والمتابعة. أسلوبها اللغوي بسيط وسلِس لا تحتاج لأن تقرأ الجملة مرتين لتفهم معناها، من الجانب الاجتماعي تفاعلت كثيراً أثناء قراءتها لأنها استعملت أسماء وأماكن مألوفة لديّ خاصة اسم “فاطمة الزهراء” بطلة الرواية وكذلك أسماء الولايات الجزائرية التي تجري فيها أحداث الرواية كل من بومرداس البليدة والجزائر العاصمة، كما أنها كانت تقمصت تفاصيل الأسرة الجزائرية على العموم.

أحداث الرواية تدرجت شيئا فشيئا في التعقيد والمأساة، وأنا أؤكد في نفسي أن صحيح هناك من يعيش هكذا ظروف وربما أسوأ نظراً لمعرفتي ببعض الحالات لاجتماعية، من مجتمعي المحلي أو من أصدقائي، والنقطة التي أعطتها اهتماما كبيراً من بداية الرواية إلى نهايتها فكرة التعصب الديني الرهيب، وتناقضاته التي لا تنتهي، والجميل في الأمر كله رغم كون بطلة الرواية عانت من ويلات التدين المنغلق لكنها لم تفقد إيمانها بالله بل كانت واثقة دوماً أن الله لا يريد مسلمين من ذلك النوع من خلال آيات ومعاني تستحضرتها كلما همّت بقراءة القرآن. إذا لم تتمسك بالله في الأوقات الحالكة فلن تجد غير الانتحار كمخرج. بينما العفن الزوجي أخذ النصف الثاني.

آلمني جداً أن الأمور تتدهور وتتدهور دون أي تحسن في الأفق مع بطلة الرواية “فاطمة الزهراء”، استنزاف عاطفي نفسي جسدي ومالي أيضًا، لم أستطع تصور نهاية جيّدة ومريحة لفاطمة غير الموت المحقق كي تنجوا من ويلات العذاب النفسي والاجتماعي الذي تعيشه، لكن الروائية تركت بصيص أمل كأنه حبل نجاة لكلّ امرأة تعاني، ولأن الكثيرات من الجزائريات يتسترن على أزواجهن لدوافع عديدة، ولا يتجرأن على التصريح بمعاناتهن، فإنها اقترحت أيضاً الجمعيات الخيرية والحقوقية التي تهتم بقضاياَ المرأة من أجل اللجوء إليهن.
أما بصيص الأمل الذي تمسكت به بطلة الرواية فهي “الكتابة” حيث تقول:

“كل ما يهمني في الموضوع أن الكتابة أعادتني إلى الحياة وإلى الحضارة، ربما لا أكون فائقة التعبير الفني والأدبي، لكني كتبت أساسًا من أجل قضية إنسانية لا أدبية”
و تقول:
“يمكنني القول الآن بأنني تصالحت مع نفسي وتاريخي، وبأني تعافيت من جلّ أمراضي النفسية والعقلية والجسدية. وما داوتني العقاقير الكيميائية ولا الجلسات النفسية إنما داوتني الكتابة!”
ولأنه لدي اهتمام مسبق بقضايا المرأة، أرى أنها أحاطت بالكثير من الأفكار والقضايا، .. تحية خاصة للكاتبة.

تحميل الكتاب

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More