تحميل رواية خوف 2 الجزء الثاني pdf أسامة المسلم كاملة
لم أتمكن إلا أن اقرأه ..
كنت قد حشدت جميع جيوش الصبر لدي، جندي الذي عرفته و الذي جهلته، بدا لي اني مسيطرة، بدا لي اني اتحرر ..
و ان ما ارجوه نلته ..
كل ذلك تبدد منذ السؤال الأول ..
تساقطت الرايات و اعلنت هزيمتي ” الحلوه ” و هل هنالك هزائم حلوه ؟! القليل .. ربما سيمضي العمر بك دون أن تتذوقها ..
مهزومٌ مبتسم !
عجيب !
لا علينا ..
اريد ان اتعرف على القراء الذين يتمكنون من قراءة كتابٍ لأستاذ أسامة في يومين او ثلاثة .. كيف تستطيعون ذلك ؟!
متأكدة ان الاغلب مثلي .. منذ الساعات الاولى لاقتنائهم الكتاب قرأوا كل شئ .. و ودعوا اخر صفحةٍ بأسى ..
على “امل اللقاء” الذي لطالما رجوته .. !
كان خوف الاول اطمئنان .. و خوف الثاني قنبلة !
و ما بين الاول و الثاني ارفع يدي، الوح مثل مسافرٍ تعطلت سيارته في منتصف الطريق .. ليخبر الماره انه هنا !
انا هنا .. بينهم !
لطالما وجدتني .. لطالما قلت في نفسي و انا اقرأ وكأني اخاطب ما كُتب بين السطور ” اعلم ذلك ”
من سيلتقطني ؟!
من سيقلني لاخر الطريق .. إن كان هاوية ام نجاة ؟!
خوف الثالث ؟!
” جايز ”
أسامة المسلم يعود إلينا شخصية “خوف” في جزئه الثاني بصورة أخرى مختلفة، لنقل محاولته لعيش حياة طبيعية تسودها أجواء أسرية آمنة ومستقرة بعيداً عن خوضه إلى عوالم أخرى وقراءة طلاسم استحضار الجن والشياطين! فهل سينجح في ذلك؟ ومن هو التلميذ “عوّاد”!! كيف سيتصرف “خوف” عند تعرض العالم السفلي له بل لعائلته وتحديداً “أمه” التي يعتبرها خط أحمر لا يسمح لأحد بتجاوزه!
لن أتحدث عن اللغة والحبكة فهذا أمر مفروغ منه مع كتب المبدع أستاذ أسامة المسلم، ويكفيك معرفة مدى إتقانه في ذلك عندما يتسائل القراء أحقيقة هي الأحداث أم خيال!! ستشدك في الرواية كل حرف، فأحداثها مغلفة بالإثارة والتشويق. هكذا هو قلم الكاتب أسامة
ما تمنيته عند قراءتي لهذا الجزء حقاً هو إيضاح ومعرفة هوية “نودابا” وتابعه “قرمز” اللذان تم ذكرهم عند نهاية أحداث الجزء الأول لرواية خوف، ولكن الكاتب لم يقصر في إضافة شخصية أخرى أكثر غموضاً يدعى “الرجل الأنيق” ذو ربطة العنق الحمراء. لدي شعور بأنه نفسه “قرمز”!! لا أعلم !! قد يكون هو فعلاً!! هممم
لا أنكر بأني شعرت بالقليل من الملل أثناء قراءتي الجزء الذي شرح فيها “خوف” عن معنى (الهالة) أو (الكارما) وأنواعها، إلا أني في الوقت ذاته وددت لو أقابل “خوف” لأسأله عن نوع هالتي ومدى قوتها
كعادة الأستاذ الرائع أبدع في هذه الرواية كما في خوف١ و لكن إبداعه المرة هذه مختلف، فعادة الكاتب أن يفاجىء قُرائه بعد كل فصلين او ثلاث بمفاجأة لم تكن متوقعة.. و لكن في خوف٢ كان العكس تماماً، الكاتب هنا أخفى مفاجأته حتى نهايتها… و أتوقع أن متابعينه هم وحدهم من سيلاحظون هذه المفاجأة! شخصية خوف عادت لحياتها “الروتينية” مع بعض المواقف هنا و هناك، و ذات يوم قررت سلك مسارٍ لا ضرّ منه و ممكن له المنفعة، لكن سرعان ما ندمت و أدى بها إلى العودة للعالم التي هربت منه في خوف١…
تطور شخصية خوف هنا كان نسبي ولكن كان له أكثر كبير عليها، فاهتمامها لأشخاص خارج حدود العائلة دلَ ذلك على صدق كلامها في كل حرف نطقته خلال الرواية… السؤال الذي سيكون ببال الجميع بالتأكيد هو؛ هل هنا سيكشف الكاتب ما إذا خوف هي فعلاً هو؟ أم سيبين أنها من نسج خياله فحسب؟ جوابي هو كما قال خوف؛ لست مجبراً أن أثبت حقيقة الشيء، ما أنا مؤمنة به هو رأيي الشخصي الخاص و من لم يقتنع فهو حر… من بعض مقولات الشخصية التي أمنت بها هي؛ أن الناس التي تخرج للأماكن المكتظة كحجة أنها شخصيات إجتماعية هي شخصيات لا يمكن أن تتحمل نفسها، لأنها ببساطة لا تطاق! و بالنسبة لي هذا الكلام صحيح مئة بالمئة، فالعزلة هي كالصوم، مفيدة لراحة البال و العقل كفائدة الصيام للجسد.. أُهنىء الكاتب من الأعماق على عمل آخر رائع و أتشوق لقراءة ثورة الحور و العرجاء في المستقبل..