تحميل رواية عذراء شفشاون pdf أحمد جبريل
– تحبك رغم أنها متعبة، رغم مرارة ما بداخلها إلا أنها تحبك بكل حلاوة العالم، متعبة فأغلب الذين أحبتهم كانوا سيئين، تفاوتو في مقدار السوء ونوعه، أحدهم جعلها تفقد ثقتها في الوعود، اخر سرق ضحكتها، وصديقه أوهمها أنه دواء وشفاء، وكان خيبة مضاعفة، ولم تكن خاتمتهم هي السيئة فقط، بل كان السوء يتفلت في ردات فعلهم وأكاذيبهم، لم تكن غبية لا تفهم، بل تحسن الظن في الجميع بطبعها.
– ليست ضعيفة، لكن بداخلها فراغ منذ الصغر، ولم يستطع أن يملأه أحد، دائما تشعر بهذا الفراغ وهو يسحقها فعليا، ودائما ما تشعر بشيء ما كان ناقصا، ينتابها إحساس هادر بوجودها على سبيل الخطأ في هذا العالم، إحساس دائم بأنها فرد زائد في الحياة، حتى فقدت قدرتها على الإتصال بأي شيء.
– هي لا تستطيع العودة الى ذاكرتها المليئة بالهجة، فقد حل الأسى محل الفرح، ايضا لا تستطيع العودة الى قلبها، فقد حل الوجع محل الأمان، كيف لها أن تفعل ذلك بعد وقد خذلوها جميعا.
– ممتلئة بالهواجس وتفكر، تفكر بالمسافات التي تكبر بلا توقف، بالحزن الذي يتجدد كل يوم، بالاغتراب الذي تشعر به مع جميع المقربين بعد ما كانو مألوفين لديها، ترى في الوحدة نجاة، يعتصر قلبها وكأن كل حزن العالم ألقاه الله على قلبها، ولا تزال تقاوم.
– هي تكره المواساة، وتكره الاتصالات التي تطمئن عليها وأن يسألها أحد ما بك، تكره أن يحاول أحدهم كسر عزلتها أو إنقاذها بعد أن فقدت الثقة في الجميع، لديها رغبة أن تكتب (أنا حزينة)، لكن شموخها وكبريائها يمنعها، حزينة ولا تنتظر من أحد ردا أو مواساة.