تحميل كتاب استهداف أهل السنة pdf نبيل خليفة
تناول الكتاب مصطلح السنة ليس من منطلق التقسيم الذي سيتبادر إلى ذهن القارئ على أسس طائفية بمجرد قراءة العنوان، وإنما على ما يبدو من العرض أن المقصود هو التقسيم الجغرافي، بدلالات التفسير الدولي والتحليلي للعلاقات بين المحاور الأساسية الفاعلة، والأهم في استخدام مصطلح أهل السنة هو استدعاء الكاتب للأبعاد الحضارية والتاريخ الثقافي، ولذلك نجده يستخدم المصطلح للتعبير عن محور يواجه محاور أخرى هي (العالم اليهودي – العالم الشيعي – -الصيني…)
هكذا ركز الكاتب في طرحه على الأبعاد المتداخلة بين جغرافيا الأرض والتاريخ والسياسة والأديان في مشترك حضاري عام يجمع المكون السني في ناحية والمكون المسيحي الغربي اليهودي في ناحية، وقد جاء في عرض الكتاب: “إن مقاربة جيوبوليتيكية لأوضاع الشرق الأوسط وخاصة للخليج والهلال الخصيب، أي لنقطة العبور بين المتوسط وآسيا، ولأهم خزان نفطي في العالم، تؤكد أنها منطقة طالما أثارت شهيات القوى الكبرى. وتبدو تلك القوى، ومثلها القوى الإقليمية، مستعدة لعمل أي شيء بهدف السيطرة عليها. كان ذلك قبل قيام إسرائيل. فكيف به بعد قيام الدولة العبرية؟ ((غير ان أحداث 11 أيلول/ سبتمبر في الولايات المتحدة غيّرت المعطى الجيوبوليتيكي للمنطقة، بحيث أخذت الإسلاموية مكان روسيا كعدو جديد للولايات المتحدة)) على ما يقول الإستراتيجيون الغربيون!
ليعتبر الكاتب أن الصراع بالأساس بين القوتين من قناعة غربية عن أرقام وإحصائيات، وذلك بإيراده لإحصائية وفي إحصاءات صحيفة ((Le Monde)) ((لو موند)) للعام 2013، أن عدد المسلمين في العالم هو 1.570 مليار، منهم 1.350 مليار سنّي (85%) و220 مليون شيعي (15%). ولقد بات واضحاً (بعد العام 1978)، أن لدى الغرب كما لدى الإسرائيليين واليهود شعوراً بأن السلام الذي أقيم مع دولتين سنيتين مجاورتين لإسرائيل (هما مصر والأردن) والسلام الذي يجري التفاوض بشأنه مع الفلسطينيين،
هو سلام شكلي وهش. وأن كل مسلم سني في وعيه ولا وعيه ليس مستعداً لا اليوم ولا غداً ولا بعد غد، للاعتراف بشرعية وجود إسرائيل الدولة والكيان في قلب ((الأمة)). إذن ملامح أهداف الغرب واضحة: لا بد من إضعاف المدّ الإسلاموي بجناحيه السني والشيعي، وخصوصاً السني لأنه الأكثر خطورة على إسرائيل من جانب، والعمل لإيجاد حلّ جيو – إستراتيجي يسمح بإدماج إسرائيل في محيطها، وذلك بدفع جيرانها إلى الاعتراف الصريح بها بحيث تتحول الدولة العبرية إلى جسم ((طبيعي)) في المنطقة ولا تبقى جسماً غريباً مهدداً بالزوال بعد فترة من الزمن!