تحميل كتاب دكتور طوارئ pdf يحيي قدري
“يحيى قدري” الكاتب والطبيب المصري يروي لنا معايشات يومية لواقع حالات الطوارئ في المستشفى ، قصص واقعية ذات دراما إنسانية خالصة، عن مشاهدات لم ينسها ومعايشات أراد ان يشاركها مع الآخرين … الطوارئ مسرح العبث.
إنت هترجع البيت إمتى بقى يا يحيى.
– مش عارف يا امّا، اعتبريني مسافر الخليج.
– بس اللي في الخليج دول بيجيبوا فلوس.
– اجرحي يا امّا، والنعمة آخر مرة دخلت عليكي باكياس فاكهة وكان فيهم كريز وبرقوق ياظالمة.
– ينفع حد يعيش في المستشفيات؟
– آه الميه والكهربا ما بيقطعوش هناك، وإنتي عارفاني نضيف وباحب الحُمى.
– يا كداب، بذمة أمك، استحميت آخر مرة إمتى؟
– الميه قطعت في زايد فاشتغلت في دار الفؤاد عندهم ميه.
– أنا عاوزاك تخش عليا بعروسة.
– ودي بكام دي يا ستي، فلوسها كام يعني؟
– يا ابني باتكلم جد.
– الرأسمالية فسخت الواقع يا حاجة.
– الله يخرب بيت السياسة والثورة اللي خاربين دماغك. عيش زي الناس.
– العيش سياسة، الطب سياسة، الكهربا سياسة.
الجواز والشغل وأبويا اللي في الخليج، حضانة ابن بنتك سياسة.
– يووه، باتكلم جد عاوزة أشوف لك عيال وأخوالك فالقينّي، وشكلك قدام الناس.
– أخوالي باحبهم جداً، بس واحد مش راضي يزرع كبد عشان عبعاطي كفتة هيعالجه بالثقب الأسود، والتاني لو جه مصر هيتقبض عليه واللي هنا مش شايفين قدامهم م المصاريف، برضه سياسة.
– اقعد إنت هزر في كل حاجة والعمر بيجري بيك.
– المسخرة هي الحل.
– فلقتني ومشيّلني همك.
– عاوزة عيال تلعبي بيهم، أجيب لك عيال، سهلة.
– هتقلش تاني، العيال بتيجي بالجواز.
– التلقيح الصناعي ما سابش حاجة.
– هتهزر تاني.
– إنتي عارفة البامبرز بكام واللبن البودرة والأوجمنتين، مرتبي كله هايبقى بيبّي عيال يا ولية.
– يا ابني إنت كنت مؤدب وهادي وما بيطلعش منك العيبة ومن أوائل المدرسة، مستقبلك بقى مالوش ملامح ولسانك متبري منك وناوي تتحبس.
– هاشتري أسهم في سويس تون.
– وبتغم على روحك بالطوارئ والميتين والدم وعامل لي فيها مجدي زويل، هيجيلك عدوى.
– أهو إنتي اللي بتقلشي أهو، اغلطي في زويل، الطوارئ لآااااا…
– افتح لك عيادة وروّح العصر زي الناس.
– وأبقى دكتور تخين وأقرع، مانفَعش في الحوار ده.
– طب اتجوز حد يراعيك ويغسل لك هدومك.
– فكرت يوما في الغسيل فَحَطّ حسونة، مش هتعرفيها دي، بتاعة محمود درويش.
– تاني بتتريق، إنت ناقص دروشة.
– كمّلي هبة رِجل الغراب يا أمّا.
الكتاب له حقوق نشر
حقوق النشر محفوظة