تحميل رواية أسيرة عشق الفهد pdf كاملة
الحب هو أروع مشاعر البشر، ولكن هل يوجد سبب لتحول هذا الحب إلى كراهية وحقد؟ هذه قصة تتناول موضوع الحب والظلم والانتقام. ستكشف القصة عما إذا كان الحب سينتصر على الصعاب والتحديات، أم ستنتصر الظروف وتجر الحب إلى أعماق الماضي.
ف احدى المحافظات المصرية البسيطة..التى يغلب عليها الطابع الريفى..وبالتحديد ف فيلا محمد العزايزى تلك الفيلا التى تعتبر اكبر بيت ف تلك المحافظة البسيطة ولكن رغم بساطة الفيلا..الا انها كانت راقية..فان بوابتها فضية اللون مع اللون الاسود..وبها ممشى جميل مزين بالورود من الجانبين وصولا الى الباب الرئيسى للفيلا..ويوجد هناك طريق ف الحديقة الامامية يؤدى الى الخلفية..فالحديقة الخلفية اجمل واجمل..فهى تحتوى على جميع انواع والوان الورود ذات الروائح الذكية الطيبة..ويوجد ف وسط تلك الحديقة..حوض مستدير مزين بورود الياسمين البيضاء من الجوانب وف الوسط توجد الورود ذات الالوان الزاهية والرائحة العطرة..فهناك الحمراء..الصفراء..الوردية..الزرقاء.كانت هناك فتاة ف اواخر العشرينيات..ترتدى بنطال اسود اللون وقميص قطنى كحلى اللون ذو اكمام وحجاب احمر اللون..يبرز جمال عيونها العسلية البراقة..وبشرتها البيضاء مثل الحليب..ولكن رغم جمالها هذا..الا ان وجهها حزين ويُظهر كمية وجع كبيييرة جدا..ترى ماسبب ذلك الوجع؟!..
كانت تروى الورود ف شرود تام..غير مبالية بما يحدث حولها..
( برضو سرحانة)..
افاقت ع ذلك الصوت الحنون..ونظرت خلفها فوجدت رجلا ف التسعينيات من عمره ويظهر عليه الحكمة والطيبة وكانت عيونه عسلية اللون..فهذا هو كبير العزايزة..محمد العزايزى..معروف بين الناس بشدته ف جلب الحق لصاحبه..ومعروف انه لا يُظلم من استشاره ولا يُخذل من استعان به..فنظرت له مع ابتسامة..ووضعت خرطوم المياه ع الارض واتجهت اليه..
تاليا:صباح الخير ي جدو..
وطبعت ع خده قبلة الصباح التى اعتادت ان تعطيه اياها منذ ان كانت طفلة صغيرة..وهو قد اخذها بين احضانه وطبع قبلة ع راسها وقال بحنان:صباح الفل ي قلب جدو..فطرتى ولا لسه؟!
تاليا مازحة: وهو انا برضو اقدر افطر من غير ميدو حبيبى..
ضحك محمد وقال لها:ي بت بلاش ميدو دى هتضيعى هيبتى..وبعدين انتى بتحسسينى بالكلمة دى انى ابن اختك..
تاليا بمزاح:وانت محسسنى انك عجوز ُكُهنة..دا انت لسه شباب..دا انا بدورلك ع عروسة ي ميدو..
محمد: عروسة؟!..ليه ي اختى شيفانى اتجننت..دا الى يتجوز مرة مايعملهاش تانى..(ضحكت تاليا ع خفة دم جدها)..المهم تعالى بقى نفطر لانى هموت من الجوع..
ودخلا الى الفيلا..وجلسا ع طاولة الطعام.
محمد وقد جلس ع مقعده مترأسا المائدة:ي سعاد..هاتى الفطار..
فجأ له صوتا نسائيا من المطبخ: حاضر..
محمد وقد نظر الى حفيدته بتأمل..ان وجهها حزين مهما حاولت هى ان تظهر العكس..فقال مازحا محاولا تغير مزاجها:تعرفى انى مش عارف استفاد منك بحاجة ي بت انتى..
ابتسمت تاليا ابتسامة خفيفة:ازاى يعنى؟!
محمد:يعنى حبكت تكونى دكتورة نسا وولادة..ماكونتيش عارفة تبقى دكتورة ف حاجة تانية استفاد منها..
ضحكت تاليا:معلشى ي جدو..المرة الجاية بقى..
محمد ضاحكا: ع رايك..(بدات ملامحه تتحول الى الجدية قليلا)..كنتى سرحانة ف ايه بقى ف الجنينة؟!..
اختفت ابتسامة تاليا وقالت بشجن وحزن:سرحانة ف الى فات..
محمد:لو الواحد قعد يفكر ف الى فات عمره ماهيقدر يعيش الحاضر..
تاليا:معاك حق..بس لو الحاضر بتاعك كل حاجة فيه بتجرحك..يبقى لازم تفكر ف الماضى..تفتكر ذكرياتك الحلوة..لحظاتك السعيدة..(بدات عيونها تذرف الدموع)..والناس الى بتحبهم اكتر من نفسك..هتلاقيك قادر انك تعيش حياتك..
حزن محمد ع حفيدته..فانه مهما حاول لا يستطيع ان يجعلها تنسى الماضى..فهى اسيرة فيه ولا تستطيع الخروج منه..وضع يده ع يدها..فنظرت له بعيونا دامعة..وقال لها:كل دا اختبار..ولازم تكونى قده..ماتخلنيش ابقى قلقان عليكى وانتى بعيد..
اخذت تاليا تمسح دموعها وقالت له:ماتقلقش عليا ي جدو..انا هبقى كويسة..وبعدين دا انا حفيدة كبير العزايزة..يعنى لازم اكون جامدة ولا ايه؟
محمد بابتسامة:طول عمرك جامدة ي حبيبتى..(اراد تغير جو الحزن هذا)..هو احنا مش ناويين نفطر ولا ايه؟!..